المسلمون في تركمستان

وسط تركيز عالمي علي اضطرابات إقليم التبت، قامت السلطات الصينية بقمع انتفاضة قام بها المسلمون في إقليم سينكيانج (تركستان الشرقية) في الشمال الغربي من الصين احتجاجا علي فرض حظر علي الحجاب، كما دعوا إلي استقلال الإقليم. واعترفت الحكومة الصينية أمس الأول بوقوع اضطرابات في الإقليم الذي تقطنه أغلبية مسلمة من إثنية الأويغور الشهر الماضي.

ووفقا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس فقد قامت الحكومة بقمع الاحتجاجات التي جرت في مدينة خوتان بالإقليم يومي 23 و24 مارس وقامت باعتقال 650 متظاهرا من المشاركين في الاحتجاج.

واتهم المسئولون الصينيون ما أسموه مجموعات إسلامية انفصالية بالعمل علي إشعال انتفاضة واسعة في سينكيانج، فيما قالت منظمات حقوق انسان دولية إن الصينيين من الأويغوريين مثلهم مثل سكان التبت؛ يناضلون من أجل الحصول علي مزيد من الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية ودعم استقلالهم عن بكين.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الاحتجاجات قد اشتعلت بعد مصرع أحد سكان الإقليم في أحد أقسام الشرطة. ورفعت المظاهرات شعارات تطالب بحرية ارتداء الحجاب، وضمان حكم ذاتي أكبر وإطلاق سراح السجناء السياسيين.
وأشارت الصحيفة إلي أن الإقليم يقطنه 16 مليونا من الأويغور المسلمين الذين يتحدثون لغة خاصة بهم ولهم عاداتهم وتقاليدهم الخاصة، وكانوا في وقت ما يحكمون المنطقة.

وشنت الحكومة حملة في الإقليم في التسعينيات أسفرت عن مقتل 150 شخصا، تبعت ذلك سياسة توطين الصينيين من اثنية الهان التي تمثل الأغلبية في البلاد، مما أدي إلي تغير التركيبية الديموجرافية في الإقليم.ويشكل المسلمون71% من سكان المقاطعة الغنية بالنفط والفحم واليورانيوم، ويطلق عليها الصينيون أرض اللبن والعسل.

ومثل بيان نشره حاكم مدينة خوتان علي شبكة الإنترنت الاعتراف الرسمي الوحيد بوقوع الاضرابات في الإقليم حيث قال إن "عددا محدودا من العناصر قامت بتحريض الناس بهدف إثارة انتفاضة وأن المعتقلين منهم سيتم تقديمهم للمحاكمة".

وأعلنت الحكومة بعد أسبوعين من الاحتجاجات عما وصفته مؤامرة ارهابية في الإقليم ووصفت الاحتجاجات بأنها جزء من حملة ارهابية من قبل من اطلقت عليهم جماعة اسلامية متشددة محلية.

ويذكر أن الإدارة الأمريكية وضعت بعض الحركات الانفصالية في الإقليم علي قائمتها للمنظمات الإرهابية منها "حركة تركستان الشرقية الإسلامية" واتهمتها بالاحتفاظ بصلات مع تنظيم القاعدة وهو ما نفته الحركة بشدة قائلة إنها تقاتل من أجل الحقوق الشرعية القومية لحماية حق المسلمين الأويغوريين في مواجهة هيمنة الصينيين من إثنية الهان.

وأشارت صحفية نيويورك تايمز إلي أن إقليمي التبت وسينكياج يتعرضان لحملة تستهدف تغيير التركيبة الديموجرافية للسكان عبر تشجيع هجرة الهان إلي استيطان هذه المناطق حيث يهيمنون علي الاقتصاد والحكومات المحلية