موضوع: محللون صهاينة : أحداث الشجاعية تثبت ضعف أبو مازن الإثنين 4 أغسطس - 12:10:23
اعتبرت النخب السياسية والرسمية ووسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما جرى مساء أمس السبت في قطاع غزة من فرار العشرات من أبناء عائلة حلس، المنتمين لحركة فتح، إلى إسرائيل، يدلل بشكل واضح على أنه من العبث الاستثمار في تعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) زعيم فتح.
وفر هؤلاء إلى إسرائيل إثر مواجهات دامية مع شرطة غزة، التي كانت تحاول اعتقال 11 من أبناء عائلة حلس يشتبه في تورطهم بتفجيرات شاطئ غزة يوم 25-7-2008؛ الذي أسفر عن مقتل 5 من كوادر حماس، إضافة إلى طفلة. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح اليوم الأحد، قال متان فلنائي، نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، إن "إسرائيل لم يكن لديها أية أوهام بشأن إمكانيات حركة فتح"، مضيفا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع عن كثب التطورات في غزة.
واعتبر فلنائي أنه "لولا وجود الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية لسقط حكم حركة فتح، واستولت حركة حماس على كل المناطق الفلسطينية، وليس فقط على قطاع غزة"، مشددا على أن "الجيش الإسرائيلي هو الذي يضمن بقاء حكم أبو مازن". ورفض فلنائي الاتهامات التي وجهها عدد من قادة فتح إلى إسرائيل بالمسئولية عن تراجع مكانة الحركة؛ لعدم تقديمها أي تنازلات يمكن للرئيس عباس أن يقدمها للشعب الفلسطيني، كدليل على فوائد العملية التفاوضية بين الجانبين.
نفوذه يتآكل
من ناحيته، نقل روني شاكيد، مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" للشئون الفلسطينية، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "الأحداث الأخيرة في غزة تؤكد أنه لا يوجد أدنى فرصة لإعادة سيطرة أبو مازن على القطاع". واعتبرت المصادر نفسها أن ما حدث يظهر أن مطالبة الأسرة الدولية بتواجد عناصر الأمن التابعين للرئاسة الفلسطينية على معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة "غير واقعية في ظل تواتر الدلائل على ضعف أبو مازن". أما آفي سيخاروف، مراسل صحيفة "هآرتس" للشئون الفلسطينية، فقال إن الانطباع السائد في الأراضي الفلسطينية هو أن "حماس هي القادرة على إلحاق الهزيمة بإسرائيل، وإجبارها على التهدئة بشروطها، في حين أن أبو مازن يظهر كمن لا يستطيع تحقيق أي إنجاز سياسي للفلسطينيين، وأن نفوذه مستمر في التآكل حتى على الصعيد الداخلي في فتح". كما حذر العقيد المتقاعد موشيه جلعاد، في مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الإنترنت، من "مغبة الرهان" على أبو مازن. ورأى جلعاد، الذي تولى سابقا مناصب في شعبة الاستخبارات العسكرية، أن "مصير أبو مازن لن يختلف عن مصير مصطفى دودين رئيس روابط القرى (مجموعة شخصيات فلسطينية تعاونت مع وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون عام 1981 في إدارة شئون الضفة الغربية) الذي وصف من قبل الفلسطينيين بأنه عميل لإسرائيل".
"دولة معادية"
بدوره، اعتبر البروفيسور إيال زيسير، رئيس "مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط" بجامعة تل أبيب، أنه "يتوجب على إسرائيل استغلال الوضع القائم في الضفة وغزة، والتعامل مع السلطة الفلسطينية في الضفة كدولة، ومع حكومة حماس في غزة كدولة معادية". وأضاف زيسير في مقال نشرته "يديعوت أحرونوت" أن "رؤية الدولتين لشعبين (إسرائيلي وفلسطيني) لم تعد قابلة للتطبيق"، مشددا على أن "دولة أبو مازن في الضفة ستكون محمية بقوات الجيش الإسرائيلي". واعتبر أن "ضعف أبو مازن وتراجع مكانة فتح يدلل على أنه لم يعد بالإمكان التوصل إلى اتفاقية سلام مع الحركة"، محذرا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت - الذي أعلن عزمه التنحي بعد انتخاب خليفة له في زعامة حزب "كاديما" أواخر سبتمبر المقبل - من اتخاذ خطوات أكثر باتجاه أبو مازن. منقووووووووووول