نشرت الصحف المصريه ان السيد وزير الأوقاف المصرى اجتمع بدعاة الوزاره وأمرهم بعدم الحديث عن عذاب القبر وعقوبة تارك الصلاه ، واصفا هذين الموضوعين بأنهما السبب فى التنفير من الدين ، وطلب منهم الحديث عن الجنه ونعيمها حيث أن ذلك مدعاة لحب الدين وعدم التنفير منه
ولست أدرى من أين جاء الوزير الهمام بهذه الأحكام ؟
هل هذا هو تحديث الخطاب الدينى الذى صدع رؤسنا بالحديث عنه وضرورة تشجيعه؟ وهل من الحداثه ان نختزل الدين فى المبشرات والغاء بند العقوبات ؟
سيدى الوزير
اذا كانت القوانين البشريه تمنح وتمنع ، تكافئ وتعاقب فما بالك بقانون رب البشر؟
ماذا لو سأل احد المسلمين امامه: ماذا عنى لو لم أصل؟ فبماذا يجيب؟ هل سيقول له تم التنبيه علينا بعدم الخوض فى هذه المسأله ام يكون رده ان هذا الجزء تم حذفه من الدين بأمر السيد الوزير؟
وماذا ستقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامه حين يسألك لم منعت سنتى من الوصول الى الناس ؟ أولم لم تقرأ ان عذاب القبر ورد فى جميع كتب السنه الصحيحه؟
لمصلحة من يا سيدى هذا القرار الفج؟
لا يا معالى الوزير ، فرغم اتفاقى معك فى ان الدين ليس عقوبات فحسب الا أنه ايضا به بجانب العقوبات مكافآت ولا يجب أن تطغى إحداها على الأخرى ، وكان الأحرى بك أن تأمر دعاتك بالإعتدال فى شرح المكافآت والعقوبات ، وبهذا يستقيم عود الدعوه
سيدى الوزير
الوزاره مهمه سياسيه ، فليتك حين تتكلم عن السياسه ان تتجنب الحديث عن الدين ـ وإذا اردت الحديث عن الدين فاتق الله ودع السياسه جانبا فإن الله عز وجل لن يغفر لك ذلك الخلط المهين
ويكفى انك صاحب قرار توحيد الأذان والغاء مهنة المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامه بحجة ان منهم ذوى أصواتا ليست بالجميله فاستبدلت اصواتهم بأصوات مسجله عبر الوسائل السمعيه ، ولم تراع فروق التوقيت بين شرق القاهره وغربها أو بين شمالها وجنوبها وتحملت وحدك وزر أداء الصلاه والصيام على غير موعدها رغم معارضة أهل العلم لهذا القرار
سيدى الوزير
يعلم الجميع أنك منذ اعتليت الوزاره وأنت تجامل جهات معينه بمثل هذه القرارات ، ولم يكن لك أى موقف من الإعتداءات المخزيه على ثوابت الدين سواء داخل مصر أو خارجها ، فإن آثرت أضعف الإيمان - وأنت الوزير المسئول عن الدعوه- فخير لك أن تديم الصمت فإنك حين تنطق لا تنطق بخير