اضطر السيناتور الأمريكي باراك أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، والذي تعتمد حملته الانتخابية على فكرة عدم التمييز ضد أي أمريكي، للاعتذار للمسلمين أمس؛ بعد قيام أفراد من حملته بإجبار امرأتين مسلمتين ترتديان الحجاب الإسلامي على عدم الظهور في خلفية تصوير منصة لأوباما؛ حتى لا تظهر صور لأوباما مع نساء مسلمات؛ خشية استخدامها في حملة منافسه الجمهوري ضده.
ونقلت منشورة "بوليتيكو" الأمريكية التي كانت أول من أورد الخبر أن الفتاتين المسلمتين اللتين تؤيدان ترشيح أوباما قالتا "إنهما شعرتا بخيانة من أوباما" بعد أن تم اقتيادهما خارج نطاق تصوير كاميرات الفيديو.
غير أن المتحدث الرسمي باسم حملة أوباما الانتخابية بيل برتون نأى بنفسه عن قرار إزاحة المسلمتين من التصوير إلى جوار أوباما، وقال إن القرار لا يمثِّل سياسةً رسميةً لأوباما، وقال: "نحن نعتذر بأمانة للفتاتين، مضيفًا: "إن من اتخذ القرار (اقتياد المسلمتين بعيدًا) كانوا من المتطوعين".
يُذكر أن الوقعة حدثت في متشيجان التي بها واحدةٌ من كبرى الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، وتأتي في أعقاب محاولات حثيثة من قِبَل أوباما لإبعاد نفسه عن ادِّعاء أنه مسلم؛ حيث دشن أوباما موقعًا جديدًا له مطلع الأسبوع مخصَّصًا فقط للردِّ على "حملات التشنيع والإشاعات"؛ التي ادَّعى أنه يتعرَّض لها، والتي قال إن من أهم الشائعات التي يسعى للرد عليها إشاعة أنه مسلم.
فيقول الموقع: "الكذب هو أن أوباما مسلم.. الكذب هو أن أوباما درس في مدرسة إسلامية.. الكذب هو أن السيناتور أوباما أدَّى القسم في مجلس الشيوخ على نسخة من القرآن"، ويأتي الرد على الموقع أيضًا بالقول: "الحقيقة هي أن أوباما لم يكن يومًا أبدًا مسلمًا، ولم يربَّ كمسلم، وهو نصراني ملتزم".
يُذكر أن الفتاتين اللتين تعرضتا للإبعاد أثناء الاحتفالية هما: هبة عارف وتعمل كمحامية في ديترويت، والتي قالت إنها شعرت بالمهانة بعد هذه الحادثة، وشيماء عبد الفضيل، والتي كانت قد انتظرت ثلاث ساعات في الشمس من أجل حضور احتفالية أوباما وإظهار تأييدها له، وكانتا مع صديقاتٍ لهما من المسلمين ومن غير المسلمين في حفل تأييد آل جور لأوباما، والذي تم في ولاية متشيجان.
وتلقي هذه الحادثة بظلال كثيفة على مصداقية رسالة أوباما بأنه سيجلب التغيير إلى واشنطن؛ حيث صرحت هبة عارف لمنشورة "بوليتيكو" قائلةً: "لقد أتيت لأقدِّم له الدعم لكنَّني شعرت أنه قد تم التمييز ضدي من نفس الشخص المفترض أنه سيجلب لنا التغيير من هذا"، وأضافت: "إن الرسالة التي بعثها لنا هي أنهم لا يرغبون في أن يقترب أوباما من المسلمين أو حتى من المسلمين الذين يدعمونه"، أما شيماء عبد الفضيل فقالت: إن حملة أوباما تستمر في محاولة الابتعاد عن المسلمين "كما لو كان الارتباط بالمسلمين خطيئة!!".
هذا وقد دعت منظمات إسلامية وعربية ناشطة في أمريكا حملة أوباما إلى القيام بدعوة مسلمات لحضور مؤتمرات لأوباما قادمة، وقال كوري سيلور المدير التشريعي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في بيان صحفي مساء أمس: "نحن نرحِّب باعتذار حملة أوباما ونحثُّ المرشحين من كل الأحزاب ألا ينهاروا أمام الضغوط الصوتية من قلَّة من الكارهين للإسلام في مجتمعنا ممن يرغبون بوصم الإسلام وتهميش المسلمين الأمريكيين".
وأضاف سيلور: "على كل المرشحين أن يردُّوا على السؤال بوضوح: هل يتعين على المسلمين الأمريكيين أن يتهمَّشوا من العملية السياسية في بلادهم فقط بسبب إيمانهم وعقيدتهم؟!".