وحذَّر د. حمدي السيد نقيب أطباء مصر في ندوةٍ عقدتها النقابة اليوم بدار الحكمة تحت عنوان "مرضى الكبد الوبائي في مصر بين الألم والأمل" من انتشار نسبة مرض التهاب الكبد الفيروسي "فيروس سي أو بي" بين المصريين، مشيرًا إلى أن أفضل التصورات تذهب إلى أن 7 ملايين مصري يحملون هذا الفيروس. وأشار إلى أن احتمالات تطور هذه الإصابة إلى تليفٍ في الكبد أو ورمٍ سرطاني كبير جدًّا، موضحًا أن الأمر استدعى اهتمام الأطباء بذلك المرض، فوصل عدد الجمعيات العلمية المهتمة بالكبد إلى 8 جمعيات. وأوضح أن إصابة مريض بفيروس الكبد أمر خطير جدًّا، خاصةً أنه لا يوجد بديل للمريض مثل مرضى الكلى، مشيرًا إلى أن النهاية المحتومة للمريض أن يصل إلى التليف أو عملية زراعة الكبد غير المتاحة في مصر، موضحًا أن المتبرعين يفرون من تلك العمليات نظرًا لمتاعب العيش بنصف كبد. كما حذَّر من استخدام الأدوية المكملة التي لا تُفيد أو تأتي بأي أثر طبي في حالات فيروسات الكبد، مؤكدًا أنها ليست سوى متاجرة على المرضى يكتبها الطبيب لإرضاء المريض ويوهمه أن لها أثرًا علاجيًّا.
| د. جمال عصمت |
وقال الدكتور جمال عصمت رئيس الاتحاد العالمي للكبد ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية: إن فيروسات الكبد هي أخطر مشكلة صحية تواجه المصريين، وإن 70% من حالات نقل العدوى تتم داخل مراكز ومستشفيات صحية حكومية وغير حكومية، منتقدًا ظاهرة خروج أطباء أو غير الأطباء بادَّعاءات حول اكتشاف علاج لفيروسات الكبد. وأكد أن اكتشافَ علاجٍ جديدٍ له نُظم وقواعد علمية لا بد أن يمرَّ به كل دواء حتى نضمن سلامته؛ مشيرًا إلى أنه لا يُقبل أبدًا أن يدَّعي طبيب أنه أجرى كل تلك الدراسات والإجراءات العلمية في عيادته. وطالب عصمت باتباع بروتوكولات الطب المتعارف عليها للكشف عن اكتشافِ دوائي طبي، وعدم الإعلان عنه قبل اعتماده في المجلات والجرائد الطبية أولاً. وأضاف الدكتور كمال مصطفى أخصائي أمراض الكبد: إنَّ هناك عدمَ وضوحٍ في الرؤية حول أعداد أو نسبة الإصابة في مصر، فبعض الآراء ذهبت إلى أن 15% من الشعب المصري يحمل فيروس (سي) بما يساوي 12 مليون مصري، مؤكدًا أن الإصابة بفيروس (سي) لا تعني مرض الكبد؛ لأن نصف المصابين به يتخلصون منه بعد فترةٍ بشكلٍ تلقائي وآخرون يظلون حاملين للفيروس طوال حياتهم دون أن ينشط.
| د. محمد العتيقي |
وأكد أن القاهرةَ ومحافظات الدلتا أكثر مناطق مصر إصابةً بالمرض، وأن نسبةَ الإصابةِ في مصر في الستينيات والسبعينيات كانت أكثر بكثيرٍ مما هي عليه الآن، وبالتالي فإن نسبةَ المصابين فوق سن 30 عامًا تصل لـ24%؛ وأن هناك 20 مريضًا من بين 100 مريض فوق الثلاثين معرض للوفاة بسبب تليف الكبد أو ورم سرطاني ناتج عن فيروس (سي). وطالب د. مصطفى أن تتكاتف الجهود العلاجية بالتوازي مع الجهود الوقائية؛ لأن كلَّ مريض مصاب يحتمل أن ينقل العدوى لـ4 أو 5 منهم أطباؤه أو مَن يأخذون دمًا منه. وحذَّر الدكتور محمد العتيقي مدير مشروع مكافحة فيروس الكبد الوبائي في طنطا مما يتبعه العامة من وصفاتٍ شعبيةٍ لا أثرَ طبيَّ لها، ولكنها شيءٌ من التجارةِ والاستغلال. |