- ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)﴾ (النساء).
- ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)﴾ (النساء).
_______________________________________________________
من بعد استضعاف الظالمْ
لرجالِ الحق الأبرارْ
من بعد ثباتي وصمودي
وجهاد مني لم يثمرْ
أصبَحَت الهجرةُ فرضا مُـلزمْ
لأواصلَ في الله جهادي
من أرض تعشق نور الفجرْ
********
لا تسألني....أو تعترضُ....
يا عجبا : تهجر أرضَ النهرْ!!!
كانت أما... واحتضنتك !!
وأقول: صحيح قد كانت...
لكن ما عادت تحتضن.
ما فقدت أرضُ النهر أمومتها مختارةْ
بل سُلبتْ روحَ أمومتها ومشاعرِها
هذا إحساسُ الناسِ جميعًا...
صوت الواقع في هذي الأرضِ المقهورةْ
الواقع في أرض النهر يقول..
بلسان الأحوال يقولْ:
"لا تبق بأرضٍ لا تتسعُ لصِدّيقِـين
أرضٍ لا تتسع لغير اثنين: الظالمِ والمظلومْ
... أرضٍ تُـصلب فيها الكلمةْ
حقا في أرض النهر المسكينة
تشنق كلمات الحق وتسحلْ
وكلاب الأرض تجرر أحشاها.. وتمص دماها..
وأخيرًا... يحملها العسكر كي تُصلبْ
ميتة تصلبُ.. كي تأكل منها الحشراتُ.. وسباع الطيرْ
ياللعار...
أضحى حق التعبير هنا ببطاقةْ
لا كلمةَ إلا ما يرضي "الجنرال الأكبر".
فهْـوَ السلطانْ
وهو الدستور المتحكمْ
وهو القانون المعبودُ
والأمر لهذا الجنرالْ
والنهي لهذا الجنرالْ
يتحكم حتى في أرزاق الناسِ
وفكر الناسْ
وقلوبِ الناسْ
ويعيش وفرعون قدوته المثلى
إذ قال لمن تاب وآمن:
(... آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ..) (طه: من الآية 71)
فإذا ما أغفلتَ رضاه بكلمةْ
.. حتى لو كانت عينَ الباطلْ
أصبحتَ عديمَ الوطنيةْ...
ووُضعتَ بقائمة الخونةِ أعداء الشعبْ
وغدوتَ الخائنَ باسم القانونْ
قانونِ الخنقِ المسموم
ويقول رجال الإفك وحاشية السلطان...
الشيطان :
"قانون وضع لنفع الشعبْ..
من صنعِ "الجنرال الملهم"...
وهدوءُ الأحوال بأرض النهر من حكمتهِ.. من فطنتهِ"
هه نفْـع الشعب؟!
ما نفع الشعب بأن تخرس ألسنته؟!
إن الأفواه إذا كَـتِمتْ تتولى الأيدي سلطان الكلمةْ
بإشارات تتكلم أيامًا أو أشهرْ
فإذا بلغ السيل زباهْ
واشتد الكرب وفاض لظاه..
تصبح أيدي الناس بديلاً للأفواه
ساعتها..
سيكون هنالك بركان.. يتضرم في أعماق الناسْ
والأيدي ستكون المَـنفَـذ تتولى عنه التعبيرْ
تتكلم نقمًا
وترش الأرض حميما ودما..
لا صوتَ هنالك إلا للغليان
لا موضع فيها إلا للنيران..
آه.. رباه
هذا ما أخشاه على وطني أرض النهرْ
لن أبقى في أرض فيها يحتقر الرأي..
ويذوي الوعي.. والعسكر والمنسر فيها
يجمعهم قاموس واحدْ..
معذرة يا طلابي في "جامعة الحق"
ما ترك العسكر- وهمو منسر-
ما تركوا لي حرية أن أتنفسْ
ولذلك... إني أعجزُ
أن أمنحكم خيرَ عطائي..
حتى تثمر أرض العلم نقاء ثرًّا وصفاءْ...
إبداعًا حقًا ونماءْ
ويقول الأفاكون الكَذَبةْ:
"الجنرال الأعظم ينهض بالتعليم العالي..
رصد الحظ الأوفَى من أموال الدولةِ للتعليم العالي"
********
واأسفاه...
انتهكوا حرمة جامعتي.. جامعة الحق..
فرضوا في "منهج" هذا العامْ
ألا يدرس طلابي
إلا عَـفَنا يدعى "الفكر الغالي".
من تأليف "الجنرال الأعظم":
"إن "الفكر الغالي" خير مؤلَّف !!
والجنرال الأعظم أفرغ فيه تجاربهُ !!
... خبرات جهادهْ.. فلسفة حياتهْ..
رؤيتَه للمستقبل في أرض النهرْ..!!
كتاب رائع.. رائع
بدليل التوزيع المدهش..
في أرض النهر وأرجاء العالم."
********
دعك من التوزيع الآن
نحن جميعًا نعرف كيف يوزع
والفكر- كما تعلم أو لا تعلم-
لا يحكم قيمتَـه مقدارُ التوزيعْ
********
وأنا الثابت في خط لا يتعرجْ
لن أتراجع..
سأهاجر حيث الجب هنالك في الصحراء الكبرى
ومكان الهجرة منطقة الجب المهجورْ
في الصحراء الكبرى
في أرض ليس بها عُمرانْ
أشرب من ماء الجبِّ
وأطعم من فِـطر قد ينبتُ عند الجدرانْ...
هذا في الأيام الأولى
فالجب أصيل وعريقُ..
ومن الجب يكون شروقْ
الجب كيان.. لم يستعبده هوانْ
لم يشهد من قبل عساكرْ
وسأهتف: " قولوا.. قولوا
فالكلمة حق مشروع
والكلمة ليست منحة حاكم
بل هي أعظم نعم الخالقْ
والحُـرُّ يُـشرَّد ويجوعُ
لكن يتكلم
يتألمُ...
لكن يتكلمْ
يُـحتَضر وتذوي أنفاسهْ
لكن يتكلم...".
هذا جوهر دعوتيَ العظمى
وعليها أحيا
وعليها ألقى ربي بعد الموت
سأكون أمينًا وحفيظًا.
لرعاية ماء البئر المهجورة
أستخرجهُ...
أستحلبهُ
وأُروِّي من أثداء البئرِ
الأرضَ العطشى المحترقةْ
سأشق بها قنوات النعمة والأملِ
أيام تمضي...
وبُـعَيد الأيامِ المعدودة
تخضر الأرض
وتهتز وتربو
فإذا ما أصفر الزرع المائس فيها
فلِـنُضج يتلوه حصادُ
لا صفرة عطشٍ ومواتْ
والطير الجائع والعطشانْ
الباحث عن ظل وأمان
سيحط ليشرب، أو يلتقط الحب
ويُـرقِّص روضتَـنا النشوى
بنشيد العملِ
نشيد الأملِ
نشيد الحبْ
وستهوي أفئدة كانت جدباء إلينا
وتمد يديها ليدينا
ليقول الكل بحرية
ويكون عمارٌ بعد يبابْ
ويكون طعامٌ وشراب
من بعد جفاف وخرابْ
ويكون العدل شريعة أرضٍ.
عانقها اللون الأخضر
أرض صاحبها لم يتزيَّ بزيٍّ أصفر
"صحراء جرداء صفراء
نرويها من ماء الجب التاريخي المهمَـلْ
تتحول بالعمل الدائب والسهر الدائم
لحدائقَ غلْـبٍ غنَّـاءْ
تنبت تينًا.. عنبًا.. زيتونًا.. قثاءْ
أرض بالمجهود الذاتي المضني
تتحول من صفراءَ إلى خضراءْ
والكل يقول بحريةْ
لا قيد على فكر أو كلمةْ
ما دام الحق هو الغايةْ..