[size=25]يسألونك عن الإحتقان الطائفي في مصر و يقولون لك إن الاقباط مضطهدين من قبل المسلمين (لايفرقون بين المسلمين الحاكمين و المسلمين المحكومين ) ويقولون أن الشأن القبطي في مصر يرزخ تحت ضغط النظام وأن الأقباط لا يستطيعون ممارسة حياتهم الدينية بحرية و الخ الخ .
حسنا تعال نتأمل سويا كيف يدار الأمر في العزبة المصرية في شان خاص بأعلي مؤسستين دينيتين في العالم : الأزهر و الكنيسة من حيث اختيار القيادة في كلا المكانين .
النظام المصري يعتقد منذ عهد بعيد أن موقع شيخ الأزهر من الحطورة بمكان بحيث انه يجب ان يكون تحت السيطرة المباشرة لمؤسسة الرئاسة وفد اكد هذا المفهوم و كرّسه النظام الناصري صاحب قانون 103/1961 الذي وضح بما لا يدع مجالا للشك أن الأنظمة المصرية قد اقسمت بأغلظ الأيمان علي ان تسيطر علي هذا المنصب الحساس وعليه و طبقا للقانون فإن ((اختيار شيخ الأزهر من بين هيئة مجمع البحوث الاسلامية أو ممن تتوافر فيهم الصفات المشروطة في أعضاء هذه الهيئة ويعين شيخ الأزهر بقرار من رئيس الجمهورية، وإن لم يكن قبل التعيين عضواً بالهيئة يصبح عضوا بعد التعيين!!)) يعني حتي ان لم يكن في المجموعة المفترض ان يكون فيها فسوف يتم حشره و اضاقته !! وقد رفضت الأنظمة المصرية علي تتابعها كل المشاريع المقدمة بتعديل القانون ليكون اإختيار بالإنتخاب المباشر وذلك بحجج مختلفه منها : ((إن النص الحالي جاء ترديدا لأحكام القوانين المنظمة للأزهر منذ انشائه بدءاً من القانون رقم 10 لسنة 1911 والقانون رقم 49 لسنة 1930 والقانون رقم 26 لسنة ،1936 ونصت جميعها علي أن يتم اختيار شيخ الأزهر من بين جماعة كبار العلماء ويكون تعيينه بأمر ملكي ولم يرد فيها أن يكون اختيار شيخ الأزهر بطريق الانتخاب وهو ما أخذ به القانون الحالي.))وكأنهم تمسكوا بكل شئ في الملكية !!
بل ان الأمر والأدهي هو ان شيخ الأزهر يتابع و يحاسب من قبل وزير(المادة الثالثه في القانون) !! يعني يرسل الوزير لشيخ الأزهر و يعنفه و يؤنبه و ربما أكثر من ذلك ..تخيلوا معي ايها العقلاء اعلي عمامة في العالم الإسلامي تقف امام كائن من كان تتلقي منه عبارات التوبيخ !! كالطالب الكسول لمصلحة من هذا ؟ وهل يرضي بذلك علماء المسلمين ولا حتي جمهور المسلمين ؟!
لماذا هذه الوصاية علي منصب شيخ الأزهر ؟ هل يخش النظام من انطلاق كلمة الحق ؟ هل يتحسب وجود معارضه شرعية لما يأتيه النظام من ظلم وفسوق ؟
ولنذهب لنتأمل الناحية الأخري ...الناحية المضطهده ...الناحية التي تشكو الي طوب الأرض : ما هي طريقة تعيين البابا؟ هل يتدخل رئيس الجمهورية لتعينه و فرضه علي الأفباط؟ طبعا لا!! والف لا !!
تنص اللائحة الكنسية علي ((يفتح البابا لكل من يرغب ويجد في نفسه القدرة علي هذه المهمة.. فيقوم بنفسه بالترشيح إذا رغب.. أو من خلال ترشيح شخص آخر.. ثم بعد ذلك تطرح الأسماء علي المجمع المقدس والذي يضم كل أساقفة الكنيسة القبطية.. ويتم اختيار الصالح منهم.. ويدون اسمه.. والذي تنطبق عليه شروط اللائحة، ومنها أن يكون مضي عليه 15 عاما في الرهبنة، ومشهود له بالخدمة وعدم الكسل، وصالح للخدمة.. ثم تطرح أسماء المرشحين للانتخابات.. ويقوم الناس بالانتخاب.
وفي حالة التقارب في عدد الأصوات، يتم عمل القرعة الهيكلية، داخل الهيكل بالكاتدرائية.. حيث يقوم نخبة من المطارنة في حضور الشعب كله باستدعاء طفل صغير، وتعصب عيناه، ويقوم الطفل بانتشال إحدي الأوراق التي تحمل اسماء جميع المرشحين.. ومن شروط الذين يتقدمون بالانتخاب 'الناخبين' أن من يدلي بصوته يجب أن يكون سنه لا يقل عن 35 عاما، حتي يكون ناضجا.. ويدون اسمه في كشوف المنتخبين، طالما انه معروف من أبناء الكنيسة المترددين عليها.))
اذا لا وجود للهيمنة السلطوية علي الانتخابات التي تجري بطريقة توافق عليها اصحابها ولا وجود للوصاية علي المنصب فليس هناك وزير و لا خفير يتابع البابا و لا يناقشه بل للبابا السلطة الروحية وما فوق الروحية فهو يتحدث باسم الأقباط ويدلي برأيه في الشأن العام و الخاص ولا يملك احد ان ينتقد موقفه او يتعد حدوده !
ما نبسطه هنا قضية خطيرة تمس سيادة الاسلام و المسلمين و تلقي الضوء علي كيقية تعامل النظام مع المناصب الحساسه والمؤثره وتدعونا لأن نطال بتغيير قانون الأزهر ليكون اختيار شيخه من بين العلماء وان يعطي لشيخ الأزهر وضعه ومكانته في حضور اجتماعات مجلس الوزراء وان ترفع الوصاية عليه اسوة بمنصب البابا في مصر
نحن نطلب - كمسلمين - بحق المواطنه ليس اكثر !!
[/size]